مشاعر غامضة انتابتني وانا أستمع لأحدى الإذاعات الدولية وهي تقوم باعادة بث لمقاطع من نشرات أخبار كانت قد بثتها قبل عشر سنوات بالضبط، كجزء من متابعتها لمسار تقدم الجيش الاميركي في احتلال العراق، والذي انتهى بسقوط نظام صدام حسين.
هذه المقاطع من نشرات الأخبار التي أتذكر جيداً أنني استمعت الى بعضها، أعادتني إلى راديو الترانزستور الصغير الذي كنت اضعه على أذني في الليالي المظلمة التي لم يكن يكدرها سوى صوت الصواريخ الاميركية البعيدة وهي تسقط على "أهداف" في بغداد، وكنا نحسب أن بعضها، هذه الصواريخ، يمكن أن يقع على أحيائنا السكنية بسهولة، فلا أحد يتكهن بمسارات الحرب ونسبة الخطأ في ضرب الأهداف.
هذه الخشية تحولت إلى إجراء سريع. فمع اقتراب الجيش الاميركي، كان والدي قد قرر أن نهرب من العاصمة التي ستشهد، دون شكّ منه أو منا، مواجهات حامية، وربما سنكون وقوداً لها. كان تفكير والدي منصباً على قيام ميليشيات حزب البعث بتجنيدنا إجبارياً لحراسة المواقع الحزبية أو الأمنية، أو استخدامنا كدروع بشرية، أو أي عمل آخرعوّدنا النظام على الإقدام عليه دون أي حسابات لأرواح الناس.
فتحت الراديو في سيارة والدي التي كانت تغذ بسرعة على الطريق الدولي باتجاه بعقوبة [57 كم شمال شرقي بغداد]، ووجهتنا قرية سنيّة تحوي مزرعة لأحد اصدقاء والدي. من راديو السيارة المتوقفة بجوار غرف طينية سكنّا فيها في القرية، كنت أسمع أخبار إذاعة صوت العراق الحر وإذاعة البي بي سي وصوت أميركا ومونت كارلو. تنتهي الأخبار لتبدأ من جديد، وتهبط الطاقة في بطارية السيارة، فأضطر لتشغيل السيارة من أجل شحن البطارية. أيام معتمة أخرى تتخللها الأخبار وأحاديث بضعة عوائل هاربة من المعركة الفاصلة في بغداد، يتجمعون حول نيران يشعلونها من الحطب المتوفر بكثرة في الأجواء الريفية التي كنا فيها.
وجاءت الأخبار عن اللحظة الفاصلة سريعاً، لم تكن سوى عشرين يوماً لينتهي النظام. كنا نركز في أحاديثنا على هذا التفصيل أو الوجه من القضية؛ إنه سقوط نظام، الإعلان عن بداية جديدة لحياتنا انتظرناها طويلاً، على الاقل منذ ربيع 1991. لم نكن نتحسس بعد معنى "احتلال العراق"، وها هو أحد الجيران الجدد الذين جمعتنا معهم محنة الهروب من العاصمة، يأتي راكضاً ليخبرنا في نهار التاسع من نيسان 2003 بأن النظام قد سقط. كانت بطارية سيارة أبي قد نفدت، ولم تعد تشغل لا المذياع ولا السيارة حتى. لم يكن لدينا أي مصدر لتأكيد الشائعة التي حملها لنا جارنا المتحمس. ركض سائق شاحنة كان قد جلب عائلته مع جزء من أغراض بيته بهذه الشاحنة إلى هنا، ورفع غطاء المحرك في السيارة وعمل توصيلات باسلاك كهربائية مع بطارية الشاحنة، وجلب جار آخر تلفزيوناً عتيقاً وصغيراً. استغرقت العملية بضعة دقائق وسط جو حماسي لحوالي ثلاثين شخصاً هم مجتمع الهاربين من بغداد في هذه القرية النائية التي تسمى "بزّ الشاخة"، وها هو التلفزيون يشتغل، بصورة مشوّشة، ثم ظهرت صورة ما غير واضحة تماماً لمذيع نصف أصلع. عرفنا فوراً أنها قناة "العالم" الايرانية. المذيع يتحدث عن إسقاط تمثال الرئيس العراقي في ساحة الفردوس. يختفي المذيع، وتظهر صورة التمثال المترنح. تجذبه السلاسل القوية ويأبى الانخلاع أو السقوط. أصبت بدهشة كبيرة. ولكني لم أتكلم أو أقم بأي ردة فعل، ومأ ان انخلع التمثال ليتهاوى إلى الأسفل حتى سادت حالة هستيرية بين الشباب من حولي، ظلوا يرقصون ويصفقون ويضحكون بصخب. ثم قرر سائق الشاحنة أن يقطع جو الإثارة علينا بسرعة. فقد قرر جمع أغراضه والعودة مع عائلته سريعاً إلى بغداد. لقد انتهى مبرر وجودنا هنا.
لم تستطع بقية العوائل، ومنها عائلتي، إنجاز هذه العودة سريعاً. وأثناء ذلك شاهدت عدداً من الجنود وهم يعودون إلى عوائلهم في "بزّ الشاخة". أحتضنتهم أمهاتهم باكيات، لأنهم نجوا من فرص موت محتمة. والمشهد الأكثر إثارة والذي ظل عالقاً في ذهني حتى هذه اللحظة يتعلق بجندي محدد إسمه صدّام. سمعنا صوتاً منفعلاً لأحد شباب القرية وهو يركض في الطرقات الترابية بدشداشته ونعله البلاستيكي ويرفع يديه في الهواء مستبشراً: إجه صدام.. إجه صدام.
كان يتحدث بالطبع عن الجندي المكلف صدام، ولكن امرأة عجوز نهضت من مكانها وبدأت تركض لملاقاة صدام، وبظنها أنه صدام الآخر، الذي انتزع تمثاله في ساحة الفردوس قبل ساعات. كانت هذه العجوز تعتقد أن صدام حسين فرّ من بغداد وها هو يلجأ إلى قريتها المجهولة والتي لا يعرفها أحد.
كانت، مثل آخرين غيرها، مؤمنة بأن هذا الرجل على حق أو يستحق النصرة، أو تشعر، في الأقل، بنوع من الارتباط به، لذلك هبت إليه، ثم من خيبتها أقعت على الأرض وسط الشارع الترابي، حين شاهدت أخوة الجندي مكلف صدام وهم يحتضنونه ويبكون لأنه عاد سالماً.
كنت سعيداً جداً، وأنا اجلس بجوار والدي في سيارته التي عادت بنا إلى بغداد. بغداد التي تحررت من صدام أخيراً، ولم يكن لدي تصور دقيق عن بغداد التي احتلها الاميركان. كان الاحتلال الذي في ذهني، وفي ذهن كثيرين، نسميه "الاحتلال التكريتي" في إشارة إلى سيطرة صدام ودائرة ضيقه من مقرّبيه وأفراد أسرته على كل مقدرات البلد وتحكمهم بمصائرنا على مدى عقود.
لم أكن معنياً بالخيبة التي شعرت بها العجوز "السنيّة"، وكنت أراها على خطأ. ربما كانت إمرأة ساذجة. لم أكن اتصوّر أن كثيرين آخرين، ليسوا عجائز بالضرورة ولا سذّجاً، كان لديهم نفس الشعور بالخيبة، أو بوصف أدق؛ الشعور بالوقوف أمام المجهول، شعور بالصدمة والفراغ والتيه، وهي كلها مشاعر ليست جيدة، وتقود سريعاً، مع بعض التحفيز، إلى الحنق والغضب، وهو ما يؤهل صاحبها للقيام بردة فعل، بوحي من مشاعره هذه، ربما لا تكون حسنة أو جيدة بنظر الآخرين.
إنتهت مشاعر الفرح والحماس سريعاً عندي، في منتصف الطريق ما بين بعقوبة وبغداد، والتي تحوي معلماً شهيراً هو مستشفى "حمادي شهاب" العسكري، وهو من أضخم المستشفيات وأكبرها في العراق ربما. كانت جموع من المواطنين، من السنة والشيعة وربما الكرد، من سكان المنطقة يقومون بنهب محتويات المستشفى. كانت أسرة المرضى ذات العجلات تستخدم كعربات لنقل المنهوبات من المستشفى. وشاهدت بعيني جهاز تخطيط قلب موضوع على الرصيف. ثم نسيت بسرعة هذا المشهد الصادم مع دخولي إلى بغداد، لأن الحفلة كانت هناك أكبر؛ ألسنة نيران ودخان تتدفق من مخازن وزارة التجارة، دخان في كل مكان، عمليات نهب واسعة لكل الدوائر الحكومية ومقرات حزب البعث، وفي الليلة الاولى التي قضيناها في بغداد المحررة من صدام والمحتلة من الاميركان لم نستطع النوم بسهولة بسبب حشد الاطلاقات النارية التي كانت تزدحم على صفحة السماء في الليل، لا لشيء، وإنما لرغبة الشباب الذين كسروا مخازن الاعتدة العسكرية في تجريب أسلحتهم، أو ربما الاحتفال بالحرية على طريقتهم. كانت الإطلاقات تبدأ قليلة ثم تزدحم وتغدو سمفونية مرعبة وغريبة وتستمر لدقيقة أو أكثر ثم تخفت وتهدأ، وكأن أحدهم يقوم بمناداة الآخرين باطلاقة نارية فيرد عليه شخص غريب من مكان بعيد بتحية "أحسن منها"، ببضع إطلاقات متلاحقة. لم يكن الأمر كله مفهوماً بالنسبة لي. كان، بالأحرى يضاعف شعوري بالخيبة والصدمة. ثم ظهر رعب جديد في اليوم التالي داخل حيي السكني الذي تسكنه غالبية شيعية، فما أن يحل المساء حتى نسمع هاتفاً يصيح بصوت مرعوب: جاء الوهابية. وتبدأ الاطلاقات النارية ذاتها بالازدحام على صفحة السماء. الآن صار للاطلاقات النارية معنى، إنها لصد الوهابية أو شبحهم المفترض.
كان هناك سلاح كثير، وأسواق ارتجالية لبيعه في كل حي سكني تقريباً. كان السلاح بيد السنة والشيعة، وبالنسبة للشيعة فقد وجدوا عدوهم الجديد "الوهابية"، رغم أنهم لم يروه بعد، ومن السهل الافتراض أن السنة وجدوا عدوهم أيضاً، ومع شهوة إطلاق النيران فأن ايجاد مبرر لاستخدام السلاح ليس بالأمر العسير. أما الكرد فكانوا غير موجودين في الصورة العامة، ولكن كانت هناك شائعة قوية تتحدث عن رغبتهم بشراء سيارات الصني اليابانية [Nissan/ Sunny] بأي سعر يتم عرضه، وكانت هذه السيارات هي أحدث السيارات في الشارع العراقي قبل نيسان 2003. وفعلاً اختفت هذه السيارات بشكل عجيب من شوارع بغداد في غضون بضعة أشهر، وتفاجأت حين شاهدتها في أربيل والسليمانية ودهوك حين زرتها في فترات لاحقة.
كل هذه التفاصيل أعادتني إليها نشرات الاخبار المستعادة، وها هي تدفعني للتأمل أكثر؛ فخلال أشهر بعد نيسان 2003 كان الكثير من السنّة يعيشون أجواء الصدمة والشعور بالاضطراب والفراغ، ولم يكونوا متحمسين للانخراط في تنظيمات جهادية ضد الاميركان أو ضد الحكومة الجديدة التي يهيمن عليها الشيعة والكرد. وحتى الهجمات التي بدأت مبكراً والتي تبنتها لاحقاً تنظيمات تابعة لـ"القاعدة"، لم يكن من الممكن نسبتها إلى المجتمع السنّي، لقد كان هذا المجتمع في وضع أضعف من الأطراف الأخرى، حيث لم يكن هناك من تنظيمات سياسية تمثله في "العراق الجديد" سوى الحزب الاسلامي [إخوان مسلمين]، وبضعة قيادات شيوعية سابقة، وكوادر بعثية منشقة عن نظام صدام، وكذلك بعض الضباط والقيادات العشائرية المتحالفة مع الأميركان قبل الاحتلال أو التي تحركت سريعاً باتجاههم بعد الغزو. وهؤلاء كلهم لا يمتلكون نفوذا قوياً داخل المجتمع السني، بالقياس إلى ما تمثله حركات الإسلام السياسي الشيعية، فهي تحتفظ بذاكرة طويلة مع جمهورها تمتد إلى أواخر السبعينيات من القرن الماضي. كما هو الحال مع "حزب الدعوة الإسلامي" وتنظيم "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق" الذي غير اسمه لاحقاً إلى "المجلس الاعلى الاسلامي". حيث كان مرور قياداتهم بالمدن العراقية الجنوبية مهرجاناً شعبياً لا يخلو من العفوية احتفالاً بزوال نظام صدام، وبدء عهد جديد من ممارسة الطقوس الدينية الشيعية بحرية بعد عقود من الاضطهاد.
وكذلك الأمر لا يقاس بما لدى كردستان، حيث يتمتع الحزبان الرئيسيان هناك "الاتحاد الوطني الكردستاني/ والحزب الديمقراطي الكردستاني" بحكومتين وبرلمانين وحياة سياسية طبيعية، منذ منتصف التسعينيات. وارتباط عاطفي وعقائدي مع هذين الحزبين يمتد الى عقود أبعد. كان الشيعة والكرد قد دخلوا بأحزاب ذات تنظيم جيد إلى عملية سياسية جديدة، ورغم أن ساحتهم السياسية الصغرى لم تخل من انقسامات وخلافات، ولكنهم ظلوا محافظين على "مبادئ عليا" سياسية خاصة بالطائفة او العرق، لم يخرقوها أبداً. على خلاف ما حصل مع السنة، الذين مثل لهم سقوط نظام صدام ضربة لم يستعدوا لها فمزقتهم، فساهم ذلك الجزء الصغير الذي "آمن" بالعملية السياسية في إعطاء صبغة لتمثيل وحضور سني في العملية السياسية، واندفعت تيارات سنية أخرى إلى خيارات مغايرة، أبرزها طبعاً هو الإرتماء في احضان القاعدة والتنظيمات الجهادية السلفية والمتطرفة، والتنظيمات المدعومة بأموال حزب البعث وقياداته الهاربة الى سوريا واليمن.
خلال السنوات العشر الماضية حافظ الكرد على نمطية سياسية محددة؛ تتعلق بضمان التمثيل الكردي في حكومة وبرلمان المركز للحفاظ على مصالح الأقليم في الشمال. ولم يكونوا معنيين كثيراً بمعاني الصراع الطائفي السني الشيعي، الذي قد يدخلون فيه كوسطاء أحياناً، وتمسك الشيعة بفكرة "النصر"، وعدم المبالاة لمشاعر الإقصاء التي عايشها السنة، واستطاعوا إيجاد تفسيرات ومبررات كثيرة لجعل شعور الاقصاء السني يبدو مبالغاً فيه أو غير حقيقي أو وسيلة للتآمر. خصوصاً مع استشراء عمليات القتل وتفجير السيارات المفخخة التي كانت تقوم بها جماعات سنية متطرفة. وعلى الرغم من سقوط العديد من الشيعة ضحايا لهذه العمليات، ومعاناة المكونات العرقية والدينية الأخرى كالتركمان والمسيحيون والصابئة ومجمل الاقليات، وتمزيق مجتمعاتهم بسبب الفوضى الأمنية، إلا أن السنة من الناس العاديين كانوا ضحية بارزة لهذه الكمّاشة التي تكونت من جماعات إرهابية تحمل إسمهم وتدعي الدفاع عنهم وتقوم بهجمات ضد المكونات الاخرى من غير السنة بدعوى الثأر والانتقام، والطرف الثاني من الكماشة هو سياسات التمييز الحكومية وعمليات الانتقام التي كانت تقوم بها المليشيات الشيعية. وفوق هذه التفاصيل كلها تأتي خيمة أكبر اسمها السياسات التي اتبعتها إدارة الرئيس بوش وقيادة عملياته العسكرية وإدارة بول بريمر، والتي يمكن القول باطمئنان أنها مارست تعدياً واسع النطاق على حقوق الإنسان في العراق، وارتكبت أخطاءً كارثية، فضلاً عن عمليات الفساد المالي، وسوء التخطيط والإدراك لطبيعة التعقيدات العراقية.
في النهاية، لم يبد أننا ابتعدنا كثيراً عن الصورة الأولى لنيسان 2003، فرغم زوال الاحتلال الاميركي وحدوث الكثير من التحولات والتغيرات في المشهد السياسي العراقي، ووقوع حرب أهلية [2006-2007] وتراكم الكثير من المحن الجديدة فوق ما كان موجوداً من محن موروثة من زمن صدام، إلا إننا مازلنا نقف أمام بلد منقسم على ذاته، ولم يتم، بعد عقد كامل، تجاوز آثار الإنقسام الذي أحدثه الاحتلال. فما زال الكرد ينافحون من أجل الحفاظ على امتيازات الأقليم، وربما محاولة توسيعها، ومازالوا قلقين وغير واثقين من الحاكم الذي يجلس في بغداد، ومازال الشيعة يحاولون الحفاظ على فكرة "الانتصار" ومنع محاولات التشرذم والانقسام السياسي داخل المجتمع الشيعي، فهذا يهدد "النصر" الشيعي، ومازال السنة منقسمين حول ما يريدونه من مستقبل في بلادهم، وكشفت التظاهرات الاخيرة المندلعة منذ أكثر من شهرين في المناطق ذات الغالبية السنية في الأنبار وصلاح الدين والموصل وديالى، عن هذا الانقسام، ما بين فكرة البقاء ضمن دولة موحدة، أو محاولة الانعزال عنها بفكرة الإقليم السني. مع خلفية لذاكرة غنية بالتفاصيل المأساوية والشعور بالظلم تم إنتاجها على مدى عشر سنوات من الأخطاء التي اشترك فيها الجميع بما فيهم الطرف الأميركي المحتل.
إنها عشر سنوات مريرة، واجهت فيها شخصياً تجارب مروّعة لم أكن أتوقع أنني سأمر بها يوماً. مثلما واجهت شعوراً متزايداً بتلاشي الأمل، ولكني مع ذلك، وفي هذا الاستذكار، لا أريد الكذب على نفسي أو الآخرين، فمازلت أريد الاحتفال بالتاسع من نيسان 2003 كمناسبة إيجابية. أتفهم أنها مناسبة حزينة لآخرين، ولكني لن ألجأ الآن إلى اللطم والبكاء. إنه يوم زال فيه واحد من أعتى النظم الديكتاتورية في المنطقة وأبشعها، يومٌ أعطاني فرصة لتذوق طعم الحرية، ولو لوقت وجيز لم يكف لقطع المسافة ما بين قرية بزّ الشاخة النائية والمجهولة ومستشفى حمّادي شهاب العسكري المنهوب من قبل الأهالي!